كتاب أنا تتحدث عن نفسها
تأليف عمرو شريف دار النشر مكتب ة الشروق الدولية ٤٠٠ صفحة
يبدأ المؤلف كتابه بمقولة من عر ف نفسه عرف ربه
ويرى الشراح لهذا القول معاني ش تى، منها أن الأمور تعرف بأضداد ها. فمن عرف ضعف
نفسه عرف ربه بقوته، ومن عرف جر نفسه عرف ربه بقدرته، ومن عرف فقر نفسه عرف
به بغناء، ومن عرف جهل نفسه عرف ربه بعلمه... ومن ثم، إذا عرفن ا أنفسنا بكل ما فيها من
نقائص ومحدودية، عرفنا بعض ما ع ليه ربنا من کالات وإطلاق. وفي ذلك يقول ابن عطاء
الله السكندري في حكمه: تحقق بأ وصافك يدك بأوصافه، وتحقق بذلك يمدك بعزته، وتحقق
بعجزك يك بقدرته، وتحقق بضعفك ي مدك بحوله وقوته.
قد يبدو الكتاب من النظرة الأول ى غير متناسق، فهو يحوی موضوعات شتی تا
بين البيولوجيا، والفيزياء والك يمياء، والطب، وعلم النفس، والط ب النفسي، والفلسفة
والأنثروبولوجيا (علم الإنسان، والدين. ولكن أليست الى «أنا» ع لى هذا التباين، بل أشد. ان
الخيط الذي ينتظم هذه اللآلئ ال تي انتقيتها لك هو «الذات الإنس انية».
وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبوا ب، تضم عشرة فصول. الباب الأول هو «أنا... في العلوم |
الطبيعية، ويشتمل على خمسة فصول : الأول «أنا ... ذات عاقلة»، أ تعرض فيه للسات التي
تميز الإنسان ككائن يتفرد بالعق ل. والفصل الثاني بعنوان «الوعي يقهر اللاوعی» ويركز على
كيفية برمجة العقل اللاواعي بأف كار سلبية تتحكم في مصائرنا، وإ مكانية إعادة البرمجة بأفكار
إيجابية. والفصل الثالث بعنوان «لست روبوتا» وندحض فيه مفهوم ا لحتمية البيولوجية
الخاطئ، والذي يصورنا ككائنات ل ا إرادة لها. والفصل الرابع «قو ى الإنسان الخفية»، وهو
فصل شديد الأهمية، إذ يتعرض بال أدلة العلمية لأحد أخطر المجالا ت المسكوت عنها، وهو
مجال طاقات الإنسان الحيوية، مم ا أدى إلى سوء استغلالها من قبل الدجالين وجامعي الثروة.
ونتعرض في الفصل الخامس «كيف صر ت بشرا» لنشأة الإنسان بالية ال تطور الموجه عن
أسلاف أدنى منه.
والباب الثاني بعنوان «أنا... ف ي العلوم الإنسانية»، ونتناول ف ي الفصل السادس منه
نظرة العقل الإنساني للذات الإن سانية، من خلال طرح آراء بعض ال فلاسفة الذين تناولوا
هذا الموضوع، والفصل بعنوان «أن ا... في المرآة». وفي الفصل الس ابع «هكذا بنيت الحضارة
نعرض ملحمة رحلة الإنسان الحضار ية، من أطواره البدائية إلى الح ضارة المعاصرة. لكن هل
حققت الحضارة الحديثة طموحات ال إنسان؟ وهل حقق من خلالها ذاته الحقيقية؟ أم أن المسار
الحضاري قد انحرف به عن فطرته، وهذا ما سنعرضه في الفصل الثامن بعنوان «جعلوني
مسځا مشوها».
بعد هذه الجولة مع نظرة العلوم المختلفة للذات الإنسانية، يأتي أوان الكلمة النهائية التي
تنظر إلى الإنسان باعتباره کلا واحدا متكاملا، ولا يكون ذلك إل ا لخالق الإنسان، الذي لا يعلم
عنه «الظاهر» فحسب، بل يعلم عنه «السر وأخفى»، لذلك جاء الباب الثالث حول «أنا...فی
القرآن الكريم»، وهو من فصلين: الفصل التاسع بعنوان «الذات الإ نسانية في القرآن الكريم
ونتناول فيه مكونات الذات الإنس انية كما وردت في القرآن: الجسد - القلب - العقل - النفس -
| الروح. ونختم رحلتنا بالفصل ا لعاشر بعنوان «أنا.. والموت» ون طرح فيه مفهوم الموت بالمنظور
| العلمي والمنظور الديني، وعلا قة الروح بالموت، والفرق بين ال موت والوفاة..
ونختم الكتاب بحصاد الرحلة، الذ ي نقطف فيه ثمارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق