الجمعة، 17 أبريل 2020

كتاب أنا تتحدث عن نفسها

كتاب أنا تتحدث عن نفسها 
تأليف عمرو شريف دار النشر مكتبة الشروق الدولية ٤٠٠ صفحة 
يبدأ المؤلف كتابه بمقولة من عرف نفسه عرف ربه 

ويرى الشراح لهذا القول معاني شتى، منها أن الأمور تعرف بأضدادها. فمن عرف ضعف
نفسه عرف ربه بقوته، ومن عرف جر نفسه عرف ربه بقدرته، ومن عرف فقر نفسه عرف

به بغناء، ومن عرف جهل نفسه عرف ربه بعلمه... ومن ثم، إذا عرفنا أنفسنا بكل ما فيها من
نقائص ومحدودية، عرفنا بعض ما عليه ربنا من کالات وإطلاق. وفي ذلك يقول ابن عطاء
الله السكندري في حكمه: تحقق بأوصافك يدك بأوصافه، وتحقق بذلك يمدك بعزته، وتحقق
بعجزك يك بقدرته، وتحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته.

قد يبدو الكتاب من النظرة الأولى غير متناسق، فهو يحوی موضوعات شتی تا
بين البيولوجيا، والفيزياء والكيمياء، والطب، وعلم النفس، والطب النفسي، والفلسفة
والأنثروبولوجيا (علم الإنسان، والدين. ولكن أليست الى «أنا» على هذا التباين، بل أشد. ان
الخيط الذي ينتظم هذه اللآلئ التي انتقيتها لك هو «الذات الإنسانية».

وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب، تضم عشرة فصول. الباب الأول هو «أنا... في العلوم |
الطبيعية، ويشتمل على خمسة فصول: الأول «أنا ... ذات عاقلة»، أتعرض فيه للسات التي
تميز الإنسان ككائن يتفرد بالعقل. والفصل الثاني بعنوان «الوعي يقهر اللاوعی» ويركز على
كيفية برمجة العقل اللاواعي بأفكار سلبية تتحكم في مصائرنا، وإمكانية إعادة البرمجة بأفكار
إيجابية. والفصل الثالث بعنوان «لست روبوتا» وندحض فيه مفهوم الحتمية البيولوجية
الخاطئ، والذي يصورنا ككائنات لا إرادة لها. والفصل الرابع «قوى الإنسان الخفية»، وهو
فصل شديد الأهمية، إذ يتعرض بالأدلة العلمية لأحد أخطر المجالات المسكوت عنها، وهو
مجال طاقات الإنسان الحيوية، مما أدى إلى سوء استغلالها من قبل الدجالين وجامعي الثروة.
ونتعرض في الفصل الخامس «كيف صرت بشرا» لنشأة الإنسان بالية التطور الموجه عن
أسلاف أدنى منه.

والباب الثاني بعنوان «أنا... في العلوم الإنسانية»، ونتناول في الفصل السادس منه
نظرة العقل الإنساني للذات الإنسانية، من خلال طرح آراء بعض الفلاسفة الذين تناولوا
هذا الموضوع، والفصل بعنوان «أنا... في المرآة». وفي الفصل السابع «هكذا بنيت الحضارة
نعرض ملحمة رحلة الإنسان الحضارية، من أطواره البدائية إلى الحضارة المعاصرة. لكن هل
حققت الحضارة الحديثة طموحات الإنسان؟ وهل حقق من خلالها ذاته الحقيقية؟ أم أن المسار
الحضاري قد انحرف به عن فطرته، وهذا ما سنعرضه في الفصل الثامن بعنوان «جعلوني
مسځا مشوها».

بعد هذه الجولة مع نظرة العلوم المختلفة للذات الإنسانية، يأتي أوان الكلمة النهائية التي
تنظر إلى الإنسان باعتباره کلا واحدا متكاملا، ولا يكون ذلك إلا لخالق الإنسان، الذي لا يعلم
عنه «الظاهر» فحسب، بل يعلم عنه «السر وأخفى»، لذلك جاء الباب الثالث حول «أنا...فی
القرآن الكريم»، وهو من فصلين: الفصل التاسع بعنوان «الذات الإنسانية في القرآن الكريم

ونتناول فيه مكونات الذات الإنسانية كما وردت في القرآن: الجسد - القلب - العقل - النفس -
| الروح. ونختم رحلتنا بالفصل العاشر بعنوان «أنا.. والموت» ونطرح فيه مفهوم الموت بالمنظور
| العلمي والمنظور الديني، وعلاقة الروح بالموت، والفرق بين الموت والوفاة..

ونختم الكتاب بحصاد الرحلة، الذي نقطف فيه ثمارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق