الأربعاء، 15 أبريل 2020

كتاب المخ ذكر أم أنثى


كتاب المخ ذكر أم أنثى
كتاب عمرو شريف و نبيل كامل دار النشر مكتبة الشروق الدولية في 391 صفحة يناقش الكاتبان هل مخ الذكر و الأنثى متماثلان أم متشابهان أم مختلفان
كتاب المخ ذكر أم أنثى كتاب متميز متفرد في المكتبة العربية يناقش موضوع شائق وحساس يثير الكثير من التساؤلات العلمية والاجتماعية والدينية و السياسية لقد نجح المؤلفان في تبسيط أصعب ما خلق الله الا وهو المخ بأسلوب رشيق وفهم عميق ودراسة متأنية وثقافة علمية جادة لذالك تجد في كل صفحة من الكتاب العمق الدارس والجهد والتفاني في التفسير و التحليل و التبسيط
ويعتمد المؤلفان على ثورة الأبحاث العلمية الخاصة بوظائف المخ البشري من خلال الأبحاث الخاصة بتقنيات تصوير المخ وكذلك علوم البيولوجيا الجزئية بالإضافة الى الأبحاث الخاصة بالبيئة وعلوم الاجتماع
 وتدل بداية الكتاب على تمييز وتفرد وتجديد المنهج العلمي حيث يبدأ بتأملات و تساؤلات يعقبها إجابة العلماء وطرح للمفاهيم التي تعتمد عليها الدراسة فيعرض كيف تنشئ الذكورة والأنوثة
ويقوم الكتاب بعد ذلك بدراسة جوانب التشابة و الفروق بين مخ الذكر ومخ الانثى في جميع النواحي التشريحية و الهرمونية و الجزئية ثم يعرض تأثير كل ذلك على الحياة البيولوجية و النفسية كما يتطرق الى الوظائف العقلية المختلفة كالذكاء و الذاكرة وانعكاس كل ذلك على كل من الجنسين واذا كانت نساء العالم تطالبن بالمساواة مع الرجال و لهن الحق في ذلك فأن قراءة هذا الكتاب تبين لهن المساواة ليس من صالحهن لا لأنهم يتميزن بالتفوق على الرجال في النواحي البيولوجية و النفسية و الاجتماعية بل لأن ببساطة لا يمكن ييولوجيا مقارنة بنية ووظيفة مخ الذكر بالأنثى مازال المخ البشري لحد الان يحير العلماء و رغم تقدم العلمي الرهيب مازال الكثير من خباياه مجهولة اذ كان العلماء قد استطاعوا التعرف التعرف على مكونات المخ تشريحيا ووظيفيا مما مكنهم من علاج الكثير من أمراضه فأنهم في بحثهم عن العقل الذى هو جوهر المخ اكتشفوا أنهم ما زالوا أمام لغز كبير .
وولأجابة عن السؤال حول ماهية العقل نقول أن العقل هو الوظيفة العليا في المخ و تضم العاطفة و التفكير و السلوك وقد كان العقل دائما محل خلاف على مر العصور، فقد وضعه الفلاسفة في أماكن مختلفة في الجسم، فقال أفلاطون
أن العقل يقع في المخ، وجاء أرسطو ليقول أنه موجود في القلب. وأخيرا عرفنا
أن العقل موجود في المخ.

وفي السنوات الأخيرة، نشطت الأبحاث العلمية التي تريد التعرف على
العقل بصورة أعمق. وذلك من أجل الوصول إلى حقيقة الذكاء والوعي
والذاكرة واللغة واتخاذ القرار والانفعال. لقد كان يظن أن أماكن هذه الوظائف
محددة وثابتة في المخ، ثم أثبتت الأبحاث الحديثة أنها نشاطات وظيفية، ليست
محددة في مكان ثابت.

هناك كم كبير من الاتصالات شديدة التعقيد، تتم بين خلايا المخ وبين
مراكزه المختلفة لأداء وظيفة واحدة مثل الذاكرة، التي تتطلب تشغيل آلاف
من الخلايا العصبية في وقت واحد، وبأسلوب منظم، خلايا تحتل أماكن كثيرة
بخلاف الأماكن التشريحية التقليدية المعروفة سابقا.

ومن دراسات العلماء الجادة لمعرفة حقيقة العقل، أبحاثهم حول الوعي. لقد
وجدوا أن الوعى يعتمد أساسا على نشاط التكوين الشبكي، الذي هو مجموعة
من الخلايا العصبية الموجودة في جذع المخ، والتي تحافظ على النشاط الدائم لقشرة
المخ، حتى أن بعض العلماء يرون أن الروح موجودة في هذا التكوين الشبكي!
ويبقى الإنسان واعيا ومستيقظا ما دام هذا التكوين الشبكي يقوم بتنشيط القشرة
المخية، وينام الإنسان فور توقف عمل هذا التكوين

وإذا كان المعتقد سابقا أن تشریح مخ المرأة يشبه تقريبا تشریح مخ الرجل،
مع فارق بسيط في الحجم لصالح مخ الرجل، يرجع إلى
صغر الجمجمة عند المرأة، فإنه لا توجد علاقة مباشرة بين حجم المخ ونسبة الذكاء. فالفيل مثلا
يملك ما أكبر من الإنسان ولكنه ليس أذكى منه. وعندما تم تشریح مخ أينشتين
بعد وفاته، لم يجد العلماء أي فرق بينه وبين مخ أي متخلف عقلى. إن الاختلاف
هو في طريقة أداء الخلية العصبية في المخ لوظائفها.

لو أكملنا رحلتنا الخيالية مع العقل وسألنا: هل نستغل قدراتنا العقلية بنسة
۱۰۰ ٪ أم أقل من ذلك بكثير؟ وللإجابة نقول: إنه إذا كنا لا نعلم بالتحديد
ما هي طاقات المخ البشري، فلا شك أن الإنسان لا يستغل إلا قدرا ضئيلا من
إمكاناته العقلية. ولا أحد يعرف بالضبط - حتى الآن - ماذا يحدث لو استطعنا
استخدام قدر أكبر من قدرات المخ، ربا ينتج عن ذلك تداخل في الوظائف.

ولا شك كذلك أنه يمكن تحسين أداء العقل البشري عن طريق التدريب.
فالذاكرة مثل المكتبة، يمكن تحسين الخدمة بها عن طريق العناية بترتيبها، وليس
بالضرورة زيادة سعتها

وفي مجال البحث عن اختلاف عمل مخ الرجل عن مخ المرأة، أجريت
عدة أبحاث تم فيها تصوير نصفي المخ لدى مجموعات من الرجال والنساء أثناء
عملهم، حتى تكتمل الصورة وظيفيا كا اكتملت تشريحيا..

ومنذ ما يقرب من عشر سنوات، توصل العلماء والباحثون إلى وجود
اختلافات بسيطة في التشريح بين مخ الرجل ومخ المرأة. ولكن لزمت هذه
الأبحاث الصمت تجاه الإجابة عن مدى تأثير هذه الاختلافات على عمليات
التفكير عند كل من الجنسين.


ثم بفضل التطور الذي طرأ على أجهزة تصوير المخ استطاع العلماء التعرف
على طريقة عمل المخ عند كل من الرجال والنساء، لقد أصبح بالإمكان مراقبة
عمل المخ خلال عمليات التفكير والإحساس والتذكر، لأول مرة في تاريخ
البشرية. كذلك توصل العلماء هذا العام إلى إثبات أن هناك اختلافا في الشحنات
العصبية الكهربائية الصادرة عن مخ كل الجنسين، سواء عند ممارسة النشاطات
العقلية كالقراءة أو في حالة الاسترخاء. .

لقد ثبت أن هناك انفصالا بين مشاعر الرجل ومنطقة. بمعنى أن الرجل
عندما يحب يحب بلا منطق وعندما يمنطق الأمور فإنه يمنطقها بلا عاطفة. في
حين أن المرأة تمنطق الأحداث بعاطفية، وفي قمة عواطفها لا تتخلى عن المنطق.

وإذا كانت المرأة أكثر استعدادا للإصابة بالاكتئاب، وكنا نرجع ذلك إلى
الظروف الاجتماعية التي تحيط بها، فقد تبين من الاكتشافات الحديثة أن المرأة
عندما تتسلط عليها الأفكار الحزينة تبذل جهدا عقليا أكثر مما تبذله عند حل أعقد
معادلات الرياضة الحديثة.

وهذا لا يعني أن المرأة نكدية. إن المرأة مثل الرجل قد تكتأب عند التعرض
للإجهاد أو الشدة، ولكن بعض النساء - والنسبة ليست كبيرة - يتعرضن
اللاكتئاب قبل الدورة الشهرية وبعد الولادة. كما تعاني المرأة من الاكتئاب عند
الوصول إلى ما يسمى سن اليأس، وهي تسمية خاطئة. فالقرآن الكريم ذکر «يأس
المحيض، والمقصود به اليأس من الإنجاب فقط. لا شك أن بعض السيدات
يتصورن أن انقطاع الطمث هو نهاية لحياتهن الأنثوية، إن ذلك حصيلة لسنوات
أهدرت فيها حقوق المرأة، عندما كانت وظيفتها في المجتمع هي الإنجاب. لقد
تغير الوضع تماما خلال المائة سنة الأخيرة، وأصبح للمرأة كل الحقوق وأصبحت هذه المرحلة هي قمة النضوج الفكري والعاطفى والجنسىدون خوف
والإنجاب.

و أخيرا نقول: لا جدوى من الهروب. فنحن على أبواب عصر
يحمل ملامح مختلفة تماما للمرأة، بعد أن وضعتنا الأبحاث العلمية الحد
معلومات مغايرة لكل ما عرفناه عن النساء. فالأنثى الضعيفة.. الملك
الباحثة عن الحماية .. صورة قد تدخل قريبا أرشيف الذكريات.

لا جدوى من الهروب. المرأة قوية جسديا، والأرقام القياسية التي تحققها
أثناء الدورات الأوليمبية تزداد بمعدل أسرع من الرجل، بل تكاد تقترب من
الأرقام القياسية له.

المرأة قادرة على تحمل الضغوط النفسية والعصبية، المرأة لا تعرف الضعف، فهي تملك من الثبات والقوة ما يسمح لها بارتكاب أصعب الجرائم وأكثرها وحشية، والإحصائيات تقول: عدد النساء القاتلات في
تزايد ملحوظ.
الا جدوى من الهروب. المرأة تغيرت.. جسديا.. ونفسيا.. والأخطر، عقليا
بعد أن أكدت الأبحاث الأخيرة أن عقل المرأة مختلف عن عقل الرجل.

إن التحدي الحقيقي الذي يواجهه إنسان هذا العصر لیس اکتشاف
مجهولة.. ولا أقارا غامضة تجوب الفضاء الفسيح.. ولكن اكتشاف ده
الإنسان الخفية وأخطرها العقل،.

إن كتاب «المخ ذكر أم أنثى» رحلة في أشد العوالم غموضا، ألا وهو المخ. وفي
أثناء إبحارنا مع المخ تتجلى عظمة الخالق.

وأنصح كل مثقف وكل من يريد زيادة إيمانه، بل وأنصح الأطباء أنفسهم
بالاطلاع على دسامة العلم، وعمق الإيمان في هذا الكتاب الفريد المتميز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق