الخميس، 4 يونيو 2020

التخلف الاجتماعي - مصطفى حجازي

تفشي ظاهرة التخلف وافتقار المجتمع لعلم نفس خاص بهم هي علاقة عكسية يستوعبها القارئ في بحث التخلف الاجتماعي "مدخل ألى سيكولوجية الانسان المقهور  للكاتب مصطفى حجازي , يتضمن الكتاب 256 صفحة نشر في المركز الثقافي العربي وطبعت الطبعة الاولى عام 1981م , يقدم الكاتب في البحث عن أصول وجذور التخلف في المجتمعات العريبة تحديدا , فقسم كتابه إلى فصلين الفصل الاول يتحدث عن الملامح النفسية لوجود التخلف فحدد وعرف نظريات التخلف كل من الطريقة السطحية في دراسة التخلف والتي تعرف المجتمعات المختلفة بأنها الاقل من غيرها في تأمين الحاجات الحيوية مثل الغذاء والمسكن والتعليم وأحيانا يقيسونها بدخل الفرد .كما سرد لنا نظرية التخلف في الطريقة الاجتماعية والاقتصادية أما الطريقة النفسانية فانتج لنا هذا الكتاب لبيحر في البحث عنه فبدأ بالخصائص النفسية للتخلف وعلاقة القهر والتلسط التي تنتج مراحل التخلف بدأ من مرحلة القهر والرضوخ مرورا بمرحلة الاضطهادوصولا لمرحلة التمرد والمجابهة , هذه الوضعية العلائقية ومايتبعها من احساس بالعجز أمام المصير المهدد دوما وانعدام مشاعر الامن تجاه قوى الطبيعة , تؤدي الى بروز مجموعة من العقد تميز حياة الانسان المقهور , اهمها عقدة النقص وعقدة العار مع اضطراب الديمومة واصطباغ التجربة الوجودية بالسوداوية وهذه جميعا تدفع الانسان المقهور وبدورها نحو الاتكالية النكوصية والقدرية الاستسلامية وطغيان الخرافة على التفكير والنظرية الى الوجود .                                 أما مرحلة الاضطهاد فهي تشكل الموقف الاضطهادي من الاخرين والطبيعة وهي مرحلة وسطى بين حالة الرضوخ ومرحلة التمرد والاتنفاض ويتداخل من كل من المرحلتين السابقة والتالية .يصل المجتمع المتخلف في اخر مرحلة " التمرد والمجابهة " الى العنف ,بعد فترة شيوع العلاقات الاضطهادي وهنا يتوجه العنف ضد القوى المسؤولة عن القهر " المستعمر والمتسلط الداخلي " .لابد لأي دراسة نفسانية للتخلف من وقفة هامة عند العقلية التي تحكم بالسلوك وتحدد النظرة الى السكون , الحديث عن العقلية المختلفة يتضمن مرحلتين الاولى رصد الملامح والخصائص الاساسية اما الثانية فهي محاولة بحث الاسباب والقوى المولدة لهذه العقلية التي تعذيها وتعمل على استمرارها , الملامح الذهنية للتخلف متعددة ومتنوعة. قابلة للانتظام في موضوعات أساسية،وأخرى متفرعة عنها تبعا للمنظور الذي يتخذه الباحث. ونحن لا يسعنا أن نكتفي بمجردسرد هذه الملامح وتوضيح كل منها، بل لا بد من تبیان الرابطة بينها، ما أمكن، من خلالتصنيف يبدو لنا أكثر منطقية وواقعية من سواه : هناك من ناحية خصائص ذهنية منهجية ،ومن الناحية الأخرى خصائص ذهنية انفعالية. ترتبط الأولى باضطراب منهجية التفكير،وقصور التفكير الجدلي. أما الثانية فتختص بتبیان تدخل العوامل الذاتية والعقلانية في النظرةإلى الوجود هذه النظرة تختلف في البلدان المتقدمة عنها في البلدان النامية. فبينما الأولىتسير نحو مزيد من التجرد من الانفعال وتنحو نحو الموضوعية، نرى الثانية ما زالت أسيرةالانفعال والذاتية والغيبية، وخصوصا أسيرة نظام القهر (التسلط والرضوخ)، الذي يحكمالوجود المتخلف. على أن تقسيمة كهذا لا يعني انفصالا على مستوى الواقع والممارسة.فالعقلية المتخلفة هي جزء من ظاهرة كلية. هي الوجود المتخلف الذي يتصف بالديناميةوالتماسك الداخلي.  اما الفصل الثاني من الكتاب يستعرض الاساليب الدفاعية , فبتأكيد كيف للانسان المقهور المتخلف العيش مع مأزقة الوجودي الا باساليب اكثر جهلا وتخلفا منه , وضعية الإنسان المتخلف بما تتصف به من قهر ورضوخ مأزقية، تخل بالتوازنالوجودي، وتجعل الحياة غير ممكنة دون حلول. إنها تولد توترة نفسية كبيرة يتجاوز طاقته علىالاحتمال. وهي بالتالي لا توفر الحد الأدنى من الانسجام والتوازن اللذين لا بد منهما کیيستمر في مسيرة الحياة .
كما أن هذه الوضعية بما تتضمنه من اعتباط وقهر تمس القيمة الحميمة للإنسان| المتخلف، قيمته في نظر نفسه وفي نظر الآخرين. ولا يمكن للمرء أن يعيش دون اعتبارذاتي، دون شيء من الاعتداد بالذات، هويتها وانتماءاتها والتزاماتها. إنها تسد السبيل أمامذلك الشعور بالارتياح الأساسي الذي يرافق تحقيق الذات وتوكيدها، لأنها لا تتيح المجالأمام ذلك التحقيق وهذا التوكيد.
ينتج عن اختلال التوازن الوجودي وانعدام تحقيق الذات، حالة مفرطة من التوتروالقلق وانعدام الاعتبار الذاتي. وتبرز الحاجة ماسة إلى حلول لمجابهة هذه الوضعية المأزقية،حلول تعيد بعض التوازن وتؤمن بعض الكبرياء وتجعل الوجود محتملا ومبررا
يمكن أن نقسم هذه الحلول إلى فئتين أساسيتين: الفئة الأولى والأكثر فعالية هي
تغيير الوضعية المأزقية من خلال قلب المعادلة المفروضة على الإنسان المقهور. أيتغيير الأوضاع الخارجية بشكل يتلاءم مع الحاجات الحيوية والأهداف الوجودية
. إن هذه الحلول هي الأضمن على المدى البعيد، وهي وحدها التي تكفل
إلى إنسانية الإنسان المقهورا  كالانكفاء على الذات والهروب الى الماضي والذوبان في الجماعة وايضا الوضعية الاشكالية والتماهي بالمتسلط سواء تماهي باحكام او بعدوان او بقيم المتسلط , كما عرض تأثير السيطرة الخرافية على المصير في المجتمعات العربية المتخلفة كالسيطرة على الحاضر بالجن والعفاريت والحسد والعلاقات العدائبة والسحر وأما السيطرة على المستقبل بالتطير وتأويل الاحلام , وفي قضية كهذه بالطبع الكاتب لن يتجاهل وضعية المرأة في المجتمع المختلف خصص لها فصلا في الاساليب الدفاعية 

كتاب حكايات نفسية

كتاب حكايات نفسية للدكتور عادل صادق دار النشر : دار الصحوة عدد صفحات الكتاب ٢٩٤صفحة . 
يبدأ الدكتور عادل صادق كتابه بإهداء أهداء إلى الاإنسان الذي يحاول بصدق أن يدخل البهجة في قلب انسان مكتئب فيساهم في رسمابتسامة تفاؤل على وجهه الحزين . 
إلى الانسان الذي يحاول بصدق أن يدخل الاطمئنان إلى قلب إنسان قلق فيساهم في بعث الهدوء و الاسترخاء في نفس حائرة . الىالانسان الذي يمد يدا صادقة  لانسان هوى بعيد عن الواقع فيشدة الى عالمنا .
إلى هذا الانسان .. 
أهدى هذا الكتاب ..
لعله يفيد في أن يوضح له الطريق نحو فهم أفضل لهؤلاء الذين يمتحنهم الله بمحنة الألم النفسي  ليكون عونا حقيقا لهم ليسهم في تحقيقالشفاء انه اهداء للإنسان الانسان . 
- أحد الأسئلة المهمة التي يجب أن يجيب عنها من يمسك
القلم، ليكتب كتابا :
لمن أكتب هذا الكتاب؟.. إلى من تتجه کلماتی؟
وأنا أريد أن أبدأ كتابي بالإجابة عن هذا السؤال ..

إنه، بداية ، كتاب عن الطب النفسي، وأنا لا أكتبه للأطباء،
أو لطلبة الطب، أو للمرضى أو الاخصائي النفسي ولكني أكتبه لمن يعايشون مرضی
النفوس والعقول.

أكتبه إلى الأب والأم.. إلى الأخ والأخت.. إلى الزوج
والزوجة.. إلى الابن والابنة .. إلى الجار والصديق والزميل ..
إلى كل إنسان صادف أو سيصادف إنسانا يتألم نفسيا.

وما أقسى وأفظع الألم النفسي.. ولعل هذا هو دافعی
الأساسي للكتابة .. فلا أحد يستطيع أن يتصور أو يتخيل مهما
أوتي من قدرة على التصور والتخيل- كيف يشعر المريض النفسي؟
إلى أي مدى يعاني؟ لا أحد يشعر به .. وبهذا تتضاعف معاناته
ويتضاعف عذابه .. عذاب المرض.. وعذاب الوحدة .. عذاب
أن الآخرين لايشعرون بحجم وقدر معاناته .. بل لايفهمون في
كثير من الأحيان هم يعانی .. هناك آلام شائعة ومعروفة مثل آلام
الأسنان .. وبالتالي فإنك عزيزي القارئ تستطيع أن تقدر
آلام الأسنان التي تشعر بها زوجتك .. تسطيع أن تتخيل كيف
تشعر الآن، وذلك من خلال خبرة سابقة لك مع أسنانك .
اما الالم النفسي فهو خبرة ذاتية جدا شديدة الخصوصية 
خبرة تختلف من إنسان إلى آخر .. خبرة مرتبطة بنوعية الشخصية ودرجة الحساسية و الثقافة  بل مرتبطة بطفولة الانسان خبرة مرتبطةبكيمياء المخ .التي تختلف درجة ونوعية الخلل الذي يصيبها من انسان لأخر 
لكي تتعاطف مع مريض نفسي أو على الأقل لتدرك إلى اي مدى يعاني لابد أن تكون لديك شفافية الاحساس التي وهبها الله لأنبيائه وبعضالصالحين .
 صدقني إنه أمر ليس سهلا.. إنه أمر يتطلب منك أن تكون
صادقا.. حنونا .. عطوفا.. محبة.. أو أن يكون لك قلب
اعتصره الألم.. قلب داهمه الحزن.. قلب مزقه القلق ..

اختصارا ، إنه أمر يتطلب أحد أمرين: أن تكون إنسانا،
أو تكون قد عبرت طريق الآلام النفسية .

منذ ستة عشر عاما، قال لي مريض يعاني من الاكتئاب : کنت
أتمنى أن أصاب بالسرطان ولا أصاب بالاكتئاب .

هل يمكنك ، عزيزي القارئ الإنسان، أن تتصور معنى هذه
العبارة .. أرجوك حاول أن تتأملها قليلا.. هل هذا معقول؟!
ا
الحالات بالموت.. هل هذا المرض أخف وطأة من مرض

هل يعقل أن يتمنى إنسان السرطان لنفسه، بدلا من الاكتئاب؟! |
هل الام الاكتئاب تفوق آلام السرطان؟ مريض الاكتتاب نقا
السرطان ذلك المرض الذي يسبب الالم فظيعة لايخفف منحدتها- لساعات أو لدقائق - إلا المورفين، وينتهي في بعض من الاحيان بالموت هلهذا المرض أخف وطأة من مرض الاكتئاب ؟
هل يعقل أن يتمنى إنسان السرطان لنفسه بدلا من الاكتئاب ؟هل الالم الاكتئاب تفوق الالم السرطان ؟ مريض الاكتئاب نفسه أجاب . 

إن قراءة عشرة كتب عن مرض الاكتئاب لاتستطيع أن
تصور آلام الاكتئاب كما صورها هذا المريض .

لهذا عزيزي القارئ الإنسان، أكتب لك هذا الكتاب .

لن أقدم لك معلومات أكاديمية نظرية عن الطب النفسي،
ولكنني سأنقل لك مشاعر المرضى.. كلماتهم.. معاناتهم..
سأفتح لك ملفات ستة عشر عاما.. هذه الملفات أحتفظ بها في
عقلي وقلبي .. سأقول لك ماذا قالوالي.. سأرسم لك على
الورق دموعهم.. سأرسم لك الأشواك المغروسة في نفوسهم..
سأرسم لك الجراح العميقة والغائرة التي أصابت وجدانهم ..
سأرسم لك الحيرة والشك والوساوس والمخاوف والأوهام التي
سيطرت على تفكيرهم.

ويالها من مهمة صعبة.. أسهل منها عشرات المرات تأليف
کتاب شديد التعقيد لطلبة الدكتوراه .

من السهل سرد معلومات.. ومن الصعب العسير تصویر
المشاعر والأفكار.. مشاعر قلقة حزينة.. وأفكار مضطربة
حائرة .. كما قلت، هذا كتاب لمن يعيشون بالقرب من إنسان يعانی
نفسيا.. الزوج حين تعاني زوجته.. الزوجة حين يعانی
زوجها.. الأب أو الأم حين يعانی أحد أبنائهما أو بناتهما..

الأبناء حين يعانی آباؤهم أو أمهاتهم.. الرئيس أو الزميل
أو المرؤوس في العمل .. الجار حين يعانی جاره.. الصديق حين
يعاني صديقه ..

أريد من كل هؤلاء، ومن خلال هذا الكتاب، أن يعرفوا حقيقة
أساسية : مرضى النفوس والعقول يحتاجون شيئا لا يقل أهمية عن
العقاقير والجلسات النفسية والكهربائية، يحتاجون إلى أن نشعر
بهم.. أن نفهم معاناتهم.. أن نقدر آلامهم.. باختصار يحتاجون
إلى الفهم والحب ..
بداية سأبدأ اتحدث عن الطب النفسي والعلاج النفسي 

إنه فرع من فروع الطب.. تماما مثل أمراض القلب وأمراض
الجهاز الهضمي.. أمراض لها أسبابها وأعراضها وأساليب علاجها
المختلفة.. والمؤلم أن مفهوم الطب النفسى لايزال مشوشا عند
الغالبية من المثقفين، ويكاد يكون معدوما عند بقية أفراد الشعب..
والمظلوم في هذه الحالة . هو المريض.. والمنتصر هو المرض الذي
يستشري ويتفاقم.

وزيارة الطبيب النفسي تأتي متأخرة لأسباب متعددة :

السبب الأول: عدم المعرفة أساسا بأن هناك شيئا اسمه الطب
النفسي.. فالاكتئاب معناه : ازعل».. والوسواس القهري معناه :

سيطرة الشيطان».. والهستيريا «دلع» والقلق النفسي «ضعف
الإيمان».. والعلاج في نظرهم هو تغيير الجو، والفرفشة ومحاولة
نسيان المشاكل والهموم، وتقوية الإرادة .

السبب الثاني: هو أننا نخجل أحيانا من الظهور في العيادة
النفسية.. نخجل أن أحد أفراد الأسرة مريض نفسيا.. ولعل
السبب يرجع إلى أن المرض النفسي مازال معناه الجنون.. مازال
مرتبطا بالعباسية والخانكة..

زيارة الطبيب النفسي تأتي متأخرة لعدم المعرفة وللإحساس
عن
ون
بلحاره ام
بالخجل .
والغريب في الأمر، أن الزيارة الأولى تتم في حجرات
الدجالين والمشعوذين وعلماء الأرواح، وفي حفلات الزار .

وأقولها في وضوح ومنذ البداية، إن الطب النفسي فرع من
فروع الطب.. وإن المرض النفسي مثل أي مرض عضوى، له

أسبابه وأعراضه وعلاجه .. وكما أننا جميعا معرضون لأي مرض
أو عقلی،. لايوجد إنسان لديه مناعة مطلقة تحميه من المرض
النفسي أو العقلي.. أنا وأنت وأفقر الناس وأغنى الناس، وأجهل
الناس وأعلم الناس .. إنها أمراض مثل الأنفلونزا..

انسحبت كلمة الجنون من قاموس الطب النفسي تماما .. كل
دول العالم المتحضرة في سبيلها إلى إلغاء مستشفيات الأمراض
العقلية.. لدينا الآن المئات من العقاقير والوسائل العلاجية

والعقلية.. لدينا الآن عقاقير اتعطى الإنسان وقاية، وتحميه من
النفسي في فترة ما من حياتهم، وأن نسبة انتشار الاكتئاب ۳٪، أي |
الاكتئاب يموتون من طريق الانتحار، وأن ۷۰٪ من حالات الانتحار
الناجحة إنما هي بسبب مرض اسمه الاكتئاب -

فلماذا الخجل؟ لماذا دفن الرؤوس في الرمال؟!
الأخرى القادرة على إجهاض كثير من الأمراض النفسية
نوبات أخرى من المرض. ولا تحات

وكما سنعرف بين صفحات هذا الكتاب أن حوالي 40% من
المرضى المترددين على التخصصات المختلفة في الطب، لايعانون من
أي مرض عضوى، بل يعانون مرضا نفسيا قد يكون قلقا أو
اكتئابا، وأن أعراض المرض النفسي قد تأخذ شكل اضطرابات |

عضوية .. أي أن المرض النفسي قد يأتي في صورة صداع أو
اضطرابات في المعدة، أو آلام في الظهر، أو اضطرابات في
القلب .. وبذلك يظل المريض النفسي تائها لسنوات دون علاج..
سنعرف أيضا أن من ۱۰٪ إلى 15٪ من الناس يعانون من القلق |
عضوی، فإننا جميعا، وبدون استثناء
، معرضون لأي مرض نفسي
ما
ام
أن هناك ۳۰۰ مليون مكتئب في العالم.. وأن ۱۰٪ من مرضی

وكذلك سنعرف أن مرضاعقلايعرف باسم الفصام
«الشيزوفرينيا» ترتفع نسبة الإصابة به إلى ۲٪ .. إنها إذن أمراض
شائعة.. في كل بيت .. وفي كل شارع .. في كل مكان حيث
يوجد الإنسان.. الإنسان الذي كرمه الله بالعقل والوجدان
والإرادة .. کرمه بحرية الاختيار .. کرمه بإتاحة كل فرص الشر
والرذيلة ، تماما مثلما أتاح له كل فرص الخير والاستقامة .. کرمه
بأن ترکه يختار .. ولهذا كانت الحياة كبدا ومعاناة .. صراعا...

و ما عن
تماما مثلما نصارع جراثيم التيفود والسل كل لحظة فننتصر عليها
أحيانا وننهزم لها أحيانا أخرى فنقع صرعى المرض.

إنه صراع بين المؤثرات الخارجية والتكوين أو الاستعداد
الداخلي.. فكل منا له تكوين خاص.. تركيبة خاصة به ... شکل
کیمیائی نفسی خاص به .. وكلنا أيضا نتعرض للضغوط
والصراعات والإجهادات.. إنه التفاعل بين كل هذا والتركيبة
الداخلية.. أي هكذا نصمد أو هكذا نسقط صرعي القلق
والاكتئاب والوساوس والمخاوف والهستيريا.. وقد ننفصل تماما
عن العالم، ونذهب بعيدا ونصاب بالفصام .

وعند هذا الحد، عزيزي القارئ، لابد أن أعطيك تقسیما سریعا
الأمراض النفس، حتى نستطيع أن نبدأ كتابنا .

1- الأمراض النفسية وتسمى العصاب مثل القلق والإكتئاب والهستريا والوسواس القهري والمخاوف 

هذه المجموعة من الأمراض تختلف تماما عن الأمراض

المريض النفسي يدرك أنه مريض.. يعرف أنه يعاني من ظاهرة
النفسي يكون مستبصرا بحالته.. ولكنه يظل محتفظا بشخصيته

ومن أعراض هذا المرض (الهلاوس) ومعناها أن يرى المريض
العقلية.. لا يوجد ثمة صلة بينهما .

والمرض النفسي لا يتطور أو بتفاقم ليصبح مرضا عقليا .
غير طبيعية .. يشعر أنه قد اختلف .. يجاهد في أن يعرف سببا
المعاناته .. سببا لآلامه .. وهذا ما نسميه الاستبصار . أي أن المريض
دون تدهور .. يظل مرتبطا بالواقع .. يمارس حياته بشكل شبه
طبیعی . قد لا يلحظ عليه أحد أية أعراض .. إنه فقط يتألم ويعانی
من داخله .. ولهذا فهو يتعذب أكثر من المريض العقلي الذي
لا يدرك أنه مريض لأنه يعيش منفصلا عن واقعنا.

المريض النفسي يبحث عن وسيلة للخلاص من معاناته ...قد
يلجأ إلى صديق .. شیخ طريقة.. طبيب نفسي .. أي إنسان يجد
عنده تفسيرا لما أصابه .. وعلاجا وخلاصا من آلامه ..
٢- الأمراض العقلية
وتعرف أيضا بالذهان ...
وفيها يفقد المريض استبصاره ، أي أنه لا يدرك أنه مصاب بمرض
عقلی، بل ينكر هذا ويرفض الذهاب إلى الطبيب ، كما يصاب
بتدهور في شخصيته، وينعكس هذا على سلوكه في
المجتمع ، فيتوقف عن العمل وممارسته لحياته بشكل طبيعي.
أو يسمع أشياء لا وجود لها، أو يصاب بالهذيان أو المعتقدات

هدفي من هذا الكتاب أن تكون انت صاحب السد المنقذةمن خلال كلمة حب وفهم أن نصبح نحن المجتمع الذي لايرى أن العلاج النفسيوالمرض النفسي وصمة عار 

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

كتاب قلق السعي الى المكانة

يتحدث الكاتب الان دو بوتون في كتابه “قلق السعي إلى المكانة” عن الشعور الذي يعتري الإنسان للحصول على التقدير والمحبة من قِبل المحيطين به وأسباب هذا القلق وحلوله ، يتكون الكتاب من 312 صفحة وصدر عن دار التنوير بترجمة محمد عبد النبي وتم اصدار الطبعة الاولى عام 2018 م                                        
    الكتاب مقسم إلى جزئين، الأول وهو (الأسباب) و يتكون من الفصول التالية: افتقاد الحب، الغطرسة، التطلّع، الكفاءة، والاعتماد. أما في الجزء الثاني يتطرق المؤلف إلى (الحلول) ويقسمها إلى: الفلسفة، الفن، السياسة، الدين، والبوهيمية              
    مثيرة للاهتمام تلك الكتب التي تتناول موضوعات تمس الناس جميعها وبدون أي استثناء، فكيف إذا كان الموضوع واحدا من أهم نوازع النفس البشرية وأعمقها، ألا وهو الرغبة في حيازة المكانة في المجتمع    "قلق السعي إلى المكانة"، ، هو عمل للكاتب والباحث البريطاني السويسري (الان دو بوتون)، وقد لاقى رواجا وإقبال لافتا فبوتون يعالج في كتبه قضايا معاصرة ويسعى إلى التأكيد على ارتباط الفلسفة بالحياة اليومية دائما، ولكنه يصطحبنا هذه المرة في رحلة تجاه النفس الإنسانية، فيغوص بنا إلى اكثر مستوياتها عتمة، ويروي قصة لا تسرد ولا  نعترف بها حتى أمام انفسنا، إنها قصة سعينا وراء حب الناس، وهي على حد قوله "حكاية مخجلة وسرية".                                                       
    "معنى إبداء الحب لنا أن نشعر اننا محظ انشغال وعناية: حضورنا ملاحظ، واسمنا مسجل، وآراؤنا ينصت إليها، وعيوبنا تقابل بالتساهل،وحاجاتنا ملباة"                                                                                                                     يسترسل الكاتب في أفكاره بسهولة ورقّة ليواسينا بأننا لسنا وحدنا من نقلق و نفكر ونشعر بالأسى حيال مكانتنا في خارطة الحياة والمجتمع وما إذا كنا مُلاحظين أم لا ، ويقول أن هنالك آخرون مثلنا تماماً يعانون في هذا العالم، ولعل هذا القلق هو ما يحبط أكثر رغباتنا ويمنعنا من التقدم خشية أن لا نلاقي الاستحسان ويُعيّشنا في عجز داخلي وعذاب نفسي، بينما ننتعش ونُزهر إذا ما شعرنا أن هنالك من يعرفنا ويتطلع لأفكارنا وأعمالنا وحتى صحبتنا أو إذا لم نقلق من الأساس.                                 
            يقول دو بوتون: “يُعد اهتمام الآخرين مهماً لنا لأننا بحكم طبيعتنا مُبتلون بانعدام يقين نحو قيمتنا الخاصة، ونتيجة لهذه البلوى فإننا ندع تقييمات الآخر تلعب دوراً حاسماً في الطريقة التي نرى بها أنفسنا. إن إحساسنا بالهوية أسير في قبضة أحكام من نعيش بينهم.” ، لذلك قد نكون سعداء بالقليل طالما أننا لا نعلم أن هنالك الكثير، وإن أبرز سمات الصراع لتحقيق المكانة هي الريبة وانعدام اليقين. وكعادة المؤلف الذي يهدف لجعل الفلسفة ذات صلة بالحياة اليومية فهو يضعها أحد الحلول لمواجهة هذا القلق: “نصحنا الفلاسفة باستغلال ملكاتنا العقلية لتوجيه سهام العواطف نحو الأهداف المناسبة، سائلين أنفسنا هل ما نرغب فيه هو نفسه ما نحتاج حقاً إليه، وهل ما نخشاه هو ما يدعو للخوف حقاً”. وهذا ما قد يهوّن قلقنا بشأن المكانة ويخفف من رغبتنا المنهكة في التأكد من أن الآخرين يروننا بعين الرضا. وينصحنا دو بوتون كذلك باللجوء إلى الفن للاحتجاج على الحياة ومشاركة الألم و استخدامه كحافز على الإصلاح. ويؤكد دو بوتون على أن الحياة بحد ذاتها ثروة بكل ما تنطوي عليه من قدرات على الحب والمسّرة والإعجاب.                                                        ويعرف بوتون قلق المكانة بانه قلق ينتاب الإنسان خوفا من أن يخفق في كسب علامات الاحترام والمنزلة في أعين مجتمعه، فيعمد بوتون إلى معالجة أسباب هذا القلق في القسم الأول من الكتاب، ثم ينتقل في القسم الثاني إلى اقتراح الحلول، ويعالج بوتون كلا القسمين باستخدام الأدلة النفسيةوالتاريخية والسياسية تارة، وبالاستشهاد بحياتنا اليومية المعاصرة تارة أخرى، وكل ذلك بأسلوب سلس ومشوق ومحبب يأسرك من بداية الكتاب حتى نهايته.

ما الذي يشعل نار قلقنا؟
يحصي الكتاب خمسة اسباب رئيسية تسهم في تأجيج نار قلق المكانة، ويبدأها برغبة الإنسان في الأزلية والابدية بالحب، إلى درجة انه يفسر بعضا من السلوكيات البشرية في تحصيل المال لا رغبة به في حد ذاته، بل طمفا بالمنزلة التي ستوفرها حيازته، والتي ستؤمن بدورها مقدارا أعلى من الانتباه والحب.
"إن الدافع المهيمن وراء رغبتنا في الارتقاء على درجات السلم الاجتماعي قد لا يكون مرتبطا بما نراكمه من سلع مادية أو ما نحوزه من سلطة، بقدر ما يرتبط بمقدار الحب الذي نتطلع إلى ان نلقاه نتيجة للمكانة العالية
ويسترسل ہوتون في شرح أسباب أخرى تجعلنا نقلق ازاء مكانتنا في عالمنا المعاصر ذي الوتيرة المتسارعة والتنافسية خصوصا؛ إذ يزدادتقدير المادة يوما بعد يوم، ثم يقارن ما بين عالم الأمس الذي كانت المكانة فيه تكتسي بالولادة، ونتيجة لعوامل لا شان للإنسان فيها؛ كالهوية والعرق والطبقة الاجتماعية،وما بين عالم اليوم الذي يستطيع الإنسان فيه تكوين مكانته بنفسه عن طريق السعي إلى النجاح المهني فالمالي، فهل كان هذا التحول الذي منح الإرادة الخاصةحريتها وانطلاقتها إيجابيًابالمطلق ؟ وماذا عن القلق المتزايد الذي تسببه مطالبتنا شبه الدائمة في تحسين حياتنا ومكانتنا؟

"مهما كان القلق بشان المكانة مزعجا، فمن الصعب أن نتخيل حياة طيبة تخلو منه تماما، ذلك أن الخوف من الفشل ومن الخزي في أعينالآخرين عاقبة لا بد منها ،قلق المكانة هو الثمن الذي تدفعه مقابل إدراكنا أن ثمة تمييز متفق عليه بين حياة ناجحة وحياة غير ذلك." 

كتاب مهزلة العقل البشري

كتاب مهزلة العقل البشري للدكتورعلي الوردي , يتضمن الكتاب 360 صفحة ونشر في دار الوراق , هو أحد أشهر كتب علم الاجتماع للمؤرخ الشهير علي الوردي، نُشر لأول مرة في عام 1959م، بعد صدور كتاب وعاظ السلاطين الذي نشره الكاتب وأثار به ضجَّة كبيرة أغضبت كثيرين من الناس، وكان كتاب مهزلة العقل البشري عبارة عن فصول متفرقة كان الأستاذ علي الوردي قد كتبها على فترات زمنية متفرقة ومتباعدة، لكنَّه جمعها في هذا الكتاب لأنها كتبت ردًّا على ردود الأفعال التي تصدَّت لكتاب وعاظ السلاطين السابق، يتوزع الكتاب بين عدَّة فصول وهي على الترتيب: طبيعة المدنية، منطق المتعصبين، علي بن أبي طالب، عيب المدينة الفاضلة، أنواع التنازع وأسبابه، القوقعة البشرية، التنازع أو التعاون، مهزلة العقل البشري، ما هي السفسطة، الديمقراطية في الإسلام، علي وعمر، التاريخ والتدافع الاجتماعي.
يبدأ "الوردي" كتابه بمقدمة ردا على منتقدي كتابه السابق وعاظ السلاطين، الذين يفكرون بمنطق القرن العاشر؛ إذ ينتقد الكتاب أولئك الطوبائيين من أصحاب
البرج العاجي، الذين ياتون بأفكار غالبا ما تكون رائعة، ولكنها عقيمة لا يمكن تطبيقها، أولئك الذين يعتقدون أنه يمكن للسيف والعضلات المفتولة الوقوف في وجه
الرشاش والمدفع، وقد وصف ذلك على نحو مفصل في الفصل الثاني "منطق المتعصبين.
 يبدأ الفصل الأول بالحديث عن المدنية التي تعبر عن الحركة الاجتماعية، التي تدفق الإنسان نحو المجهول، وتفقده الطمانينة وراحة البال،التي كان ينعم بها في
الماضي؛ فالإنسان أمامه طريقان متعاكسان، ولابد أن يسير في أحدهما: طريق الطمانينة والركود، أو طريق القلق والتطور،
 ثم ينتقل للحديث عن علي بن أبي طالب في الفصل الثالث، وعن الكتب التي تحاول أن تقيت الإمامة لأبي بكر وعمر وانهما أفضل من عليبن ابي طالب،
والكتب الأخرى التي لا تقل عددا عن سابقتها، والتي تحاول أن تثبت الإمامة لعلي، وقد كان أبو بكر وعلي كلاهما عادلين حريصين علىأموال الدولة لا يأخذان منها شيئا، أما النزاع الجذري فهو بين علي ومعاوية، وهو يدور حول مصير الأمة هل تجري في طريق العدالة الاجتماعية أم تجري في طريق الحكم الطاغي الذي لا يعرف عدلا ولا مساواة ؟!        
  يدور كتاب مهزلة العقل البشري في منحنيات البحث الاجتماعي وحول أطار فهم الطبيعة البشرية، ويقوم بتحليل الكثير من الأمور التي تأخذ طابعًا اجتماعيًا أيضًا، كما يتناول الكتاب حوادث تاريخية هامة من التاريخ الإسلامي من خلال منظور منطق علم الاجتماع الحديث، ويشير إلى موقف قبيلة قريش من ظهور الإسلام في ذلك الوقت وإلى التطورات التي طرأت على المفاهيم الاجتماعية بعد انتشار الدين ومدى تأثيره على قبيلة قريش، كما يتحدث عن الصراع الذي وقعَ للحصول على الخلافة بعد وفاة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بين الصحابة من بعده.ويتحدث الكتاب أيضًا إلى الأسباب التي ما تزال تثير الجدل إلى هذه الأيام حول خلافة الصحابي أبي بكر الصديق والصحابي عمر بن الخطاب والصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- وعن تداعيات هذه الخلافات، بالإضافة إلى الخلافات بين أتباع عمر بن الخطاب وأتباع علي بن أبي طالب، وطبعًا لا بدَّ أن يقف عند حادثة مقتل الخليفة عثمان بن عفان وما تبع ذلك من صراع كبير بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والذي نتجَ عنه صراع كبير انقسمت الأمة الإسلامية بسببه إلى سنة وشيعة ما يزال الخلاف قائم بينهم رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمن. في هذا الكتاب ينطلق علي الوردي من مبدأ الحركة والتطور، وهو أحد المفاهيم الحديثة التي يؤمن بها منطق العلم الحديث، لأن كل شيء في الكون يتطور بشكل دائم من حالة إلى أخرى، ولا شيء يمكن أن يقف في وجه هذا التطور، لذلك فقد أشار إلى أنه صار واجبًا على الوعاظين  أن يقوموا بدراسة قوانين التطور، وألا يكتفوا بإمطار الناس بالمواعظ الفارغة، بل يعملوا على تطوير تلك المفاهيم وإخراج الناس من الجهل والجدل الفارغ الذي يعيشون فيه.                                                                                                                                                                                              ويعود في الفصل الرابع للحديث عن "عيب المدينة الفاضلة التي يتخيل فيها الفلاسفة مجتمعة فاضلة يسعد الناس فيه، ويفلحون فيدنياهم وآخرتهم
ويديرهم رئيس صالح، ينظم شؤونهم ويشرف عليها ، ولكن مشكلتهم أنهم لم يقفوا لحظة ليفكروا كيف سيتمكن الناس من اختيار هذا الرئيس العجيب؟I
الفصلين الخامییں۔ والتابع، فيتحدث عن "التعاون والتنازع البشري وأسبابه ، والذي يبدو أنه من صميم تكوين الإنسان؛ فهو على أية حال،لا يستطيع
التخلص منه، إنما يتحول من صورة إلى أخرى، حث التعاون ما هو إلا صورة من صور التنازع؛ فالإنسان يتعاون مع بعض الناس ليكونأقدر على التنازع ضد
البعض الآخر
ثم ينتقل في الفصل السادس للحديث عن "القوقعة البشرية التي تكون في أوج قوتها في سنوات الطفولة المبكرة؛ إذ يرى الطفل نفسه محور الدنيا، وكلما
ازدادت حركة الإنسان وتجارته، ضعفت فيه تلك النظرة، ولكنها لا تموت أبدا.
 وفي الفصل الثامن يتضح لنا سبب تسمية الكتاب ب "مهزلة العقل البشري " : إذ إن أي إنسان لا ينمو عقله إلا في حدود القالب الذي يصنعه المجتمع له، ولهذا
السبب فإن العقل البشري عاجز عن دراية حقائق الكون الكبرى، فهو محدود في تفكيره بحدود الأشياء المالوفة لديه في عالمه الضيق، كما أن الأبحاث الحديثة
تشير إلى أن التعصب صفة أصيلة في العقل البشري، والحياد أمر طارئ عليه , لذلك دائما الطائفيون لا دين لهم .
 أما محاسن "السفسطة" التي تحدث عنها في الفصل التاسع، فهي غير منافقة، وتؤمن بالحقيقة النسبية قولا وفعلا؛ فافلاطون مثلا كان يرى أن العدل عبارة
عن فكرة مجردة يمكن الوصول إليها عن طريق التفكير السليم، أما السفسطائيون، فكانوا على العكس من ذلك، يرون العدل من صنع التاريخ، ونتيجة من نتائج
التفاعل الاجتماعي، ومن المبادئ السفسطائية المعروفة التي قدمت خدمة كبيرة للبشرية قولهم "الإنسان مقياس كل شيء".
وفي الفصل العاشر، يتحدث عن "الديمقراطية في الإسلام"، فقد بدأ الإسلام في أول أمره نظام ديمقراطية، ولكن الحكومة الإسلامية صارت طاغية مستبدة
تدوس بأقدامها حقوق الشعب، وتنهب أمواله، وهي مؤمنة بأنها ظل الله في أرضه، ونحن حين نشاهد الترف الخبيث مستحوذا على سلاطين المسلمين، يجب
ألا ننسى تلك الثورة الشعبية الكبرى التي قام بها أبو ذر وعلي بن أبي طالب في مكافحة هذا الترف عند أول ظهوره في تاريخ الإسلام.
 ثم يعود في الفصل ما قبل الأخير للحديث عن الخلاف بين "علي وعمر"، وما هو مصدره ومنشأه، وما السبب الذي جعلهما متباعدين بعد موتهما بينما كانا في
حياتهما متقاربين تقاربة واضحة؟
 وأما الفصل الثاني عشر والأخير، فيتحدث عن المؤرخين القدامى الذين يأخذون وجهة نظر الحاكم وينسون وجهة نظر المحكوم، وهذا مادرسناه ونحن تلاميذ، فكنا لا نفهم من التاريخ سوى أعمال الملوك وأسماء البلاد التي فتحوها دون أن نسأل عن المشاعر المكبوتة التي كانت تعانيها الشعوب المفتوحة مدتها عند الفتح.
ثم يختتم "الوردي" المهزلة بكلمة إلى رجال الدين، أما آن لهم أن يصغوا إلى الأداء الذي يأتيهم من وراء القرون؛ إذ يقول حكيم الإسلام علي بن  أبي طالب: "لا تعلموا أبناءكم على عاداتكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم".